- بدأت الفكرة وأنا في زيارة لأحد الأصدقاء في دولة قطر حيث سمعت عن وجود الطفل الإيراني المعجزة «السيد محمد حسين الطباطبائي» فبادرت بالتوجه إلى مقر الحفل الذي أقيم على شرف زيارته.
وبعد نهاية الاحتفال وبواسطة أحد الشخصيات تم ترتيب لقاء خاص بيني وبين الطفل ووالده وبمجرد أن دار الحديث بيننا سألت والده هذا السؤال/ أريد أن أنشأ طفلاً كولدك يكون مميزاً في حفظه للقرآن الكريم؟ فقدم لي مشكوراً برنامجاً مفصلاً شرح فيه الخطوات. • كيف أقنعت زوجتك بالفكرة؟
- بعد اللقاء بالسيد الطباطبائي واستيعاب البرنامج بتفاصيله أحضرت شريط فيديو عن هذا الطفل المعجزة حافظ القرآن الكريم والذي لم يبلغ السابعة بعد وبعض الصور له وأوصلتها إلى بيت عمي «أبو الخطيبة» تمهيداً لعرض الفكرة على زوجة المستقبل.
• هل واجهت صعوبة في إقناع الخطيبة بالفكرة؟
- بعد أن شرحت لها طموحي وآمالي وتطلعاتي لمعت في عينيها دمعة الفرح ونظرة الإكبار لما يحملها زوج المستقبل من رؤى وتطلعات عظيمة وأعلنتها في نفس الموقف لقد آمنت بالفكرة وأنا على أتم استعداد لتطبيق البرنامج منذ الساعة.
• هل فاتحت أحداً من الأهل والأقارب بالموضوع من باب المشاورة؟
- لا فقد ظل هذا الأمر طي الكتمان بيني وبين زوجي فقط..
• هل لك أن تطلعنا على البرنامج وبشكل إجمالي؟
- قبل الخوض في البرنامج أحب أن أضيف نقطة وهي أننا استفدنا من السيد الطبطبائي بالخطوط العريضة فقط وهي قراءة القرآن والبقاء على طهارة وقراءة بعض الأدعية ومن ثم أعددنا برنامجنا الخاص بتفصيل سيذكر في حينه.. والبرنامج ينقسم إلى قسمين قبل الحمل وبعده..
أما عن القسم قبل الحمل فإنه يقع على عاتق الزوجة أكثر وتعد مشاركة الرجل تشجيعية فقط حيث أقتصر دوري في هذا الجزء من البرنامج على البقاء على الطهارة قدر الإمكان، وأما دورها فيبدأ بالبقاء على طهارة قدر الإمكان بالإضافة إلى المواظبة على الأوراد والأذكار اليومية والتنفل بالصلوات المستحبة وقراءة القرآن الكريم..
ومع دخول الحمل شهره الثالث بدأ البرنامج القرآني المجدول بقراءة جزء كامل يومياً مرتباً يبدأ بالجزء الأول وينتهي بالثلاثين أي إتمام ختمة كاملة في الشهر الثالث على أن تتم القراءة في جو هادئ حيث كانت زوجتي تدخل إحدى غرف الشقة وتغلقها عليها وتقرأ بصوت مسموع وبنية إسماع الجنين.
• ماذا عن الشهر الرابع هل تغير البرنامج؟
- لا لم يتغير وإنما تم إضافة جزء آخر فأصبحت زوجتي تقرأ جزئين يومياً. وفي الشهر السادس أصبحت تقرأ ثلاثة أجزاء وهكذا استمرت زيادة جزء كل شهر حتى أصبح نصاب الشهر التاسع سبعة أجزاء يومياً بالإضافة إلى الأذكار والأوراد والصلوات المستحبة كما أسلفت.
• هل كان الالتزام بالبرنامج صارماً أم يخضع للظروف؟
- نعم كنا نطبق البرنامج بكل حرص وصرامة حتى ولو كان ذلك على حساب اعتبارات كثيرة فالبرنامج يتطلب الكثير من الوقت.
• هل لاحظ الأهل والأصدقاء أي أمر غير طبيعي في علاقاتكما الأسرية الاجتماعية؟
- بما إنني أكبر أولاد الأسرة الكريمة وأني أسكن في شقة علوية داخل بيت الأهل كان لابد أن يلاحظوا الكثير من الانطواء والعزلة وبالأخص عندما بدأ خبر الحمل بالتناقل بين أفراد الأسرة والأقارب كبشارة سارة..
وكم كانوا يعيبون علينا هذه العزلة والأنطوائية والتقصير في الواجبات الاجتماعية تارة بالتلميح وأخرى بالتصريح فكان الجواب إن لدينا أمر عبادي نعتكف على أدائه بكل دقة وإتقان.
• وهنا أيضاً سؤال يطرح نفسه ماذا عن الواجبات المنزلية؟
- باعتبارنا قد آمنا بالفكرة وعقد العزم على تنفيذ البرنامج بكل حذافيره لذا وضعنا قاعدة نلتزم بها مفادها أن جل مستلزمات وشئون المنزل ثانوية والبرنامج هو الأساس ويجب ألا يتوقف لأي سبب.
ومع أن زوجتي كانت توفق بين كل هذا وذاك إلا أنه لا بد من نقديم الكثير من التنازلات، حيث تم الاكتفاء بالضروريات فقط كالغسيل والتنظيف وكان لي دور فاعل في ذلك وبالنسبة للوجبات ففي كثير من الأيام كنا نكتفي بوجبات خفيفة سريعة التحضير.
• لماذا لم تلجئوا للمطاعم في تأمين بعض الوجبات؟
- إن من شروط البرنامج عدم أكل لحوم حمراء أو حتى بيضاء بما فيها الأسماك تم إعدادها خارج المنزل بل وحتى الأجبان والمعلبات كان الاعتماد عليها بشكل يسير جداً.
• والآن يأخذ الحديث منحاً آخر فيأتي السؤال/ متى لاحظتما البادرة الأولى أو العلامة التي كشفت نجاح البرنامج؟
- كان ذلك في الشهر الثامن حيث لاحظنا أمر غريب وهو أنه عندما تقرأ زوجتي القرآن كانت تحس بحركة غريبة غير مألوفة وكانت تسكن بمجرد أن تتوقف هي عن القراءة وهذه الحركات الغريبة لا تصدر إلا عند قراءة القرآن الكريم فقط وبهذا أدركت أن الجنين الذي في أحشائها بدا يحس بالقرآن الكريم ويتأثر به.• ماذا عن يوم وصول ثمرة الآمال والتطلعات إلى عالم الدنيا؟
- لما جاء زوجتي الطلق قصدنا مستشفى الملك فهد بالهفوف وبعد الكشف على وضعية الجنين أخبرونا أن الولادة ستكون غير طبيعية وذلك بسبب اعتراض الجنين وإن خروجه بالوضع الطبيعي فيه خطر على حياه الأم والجنين.
فكان لا حول لنا ولا قوة ولا خيار إلا العملية القيصرية فأجريت العملية بصورة ممتازة وبشكل غير مألوف ففي ولادة أخيه الأصغر عباس كانت الآلام أشد وفترة مكوثها في المستشفى أطول ففي هذه الولادة غادرت المستشفى بعد أسبوع واحد فقط ومنها إلى ممارسة شئون المنزل ورعاية الضيف الجديد. [size=21]• بعد كل هذا الانتظار كيف كانت لحظة اللقاء؟
- كانت من أجمل اللحظات على قلبينا ولكنها تميز بطابع خاص لأنه كان طفلاً كباقي الأطفال فلم نلاحظ عليه أي شيء يذكر.
• ماذا عن مراسيم ما بعد الولادة؟
- قمت بعمل المستحبات وقراءة الأذكار الواردة وخصوصاً إخراج الصدقة وقراءة الآذان في إذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى وكذلك عمل العقيقة.
• متى استأنفتم البرنامج بعد الولادة؟
- بدأنا منذ اليوم الأول بقراءة بعض الآيات بشكل عشوائي مع البقاء على طهارة أطول فترة ممكنة وخاصة أثناء الرضاعة، وعلى هذا المنوال واضبنا إلى يوم الأربعين حيث بدأنا بتطبيق الجدول المعد مسبقاً مع إضافة ذكر الآذان والإقامة وبعض الأذكار الخاصة.
• بعد يوم الأربعين كيف تغير البرنامج؟
- بدأ في هذه المرحلة دوري بشكل فاعل حيث ينص البرنامج على قراءة القرآن الكريم على مسمعه وتم ذلك بصورة متقطعة لأنه يجب أن يكون الطفل يقضاً.
• هل لاحظتم أي بوادر أو أمور غير طبيعية تحصل منه؟
- لاحظنا أول بوادر الخير من ثغره الباسم وكأنه يفهم ما يقال له. وأما الأثر الأكثر غرابة فبعد بلوغه الشهر الثامن لاحظنا أن شفتيه أخذتا في الحركة وكأنهما يتمتمان بأمر ما حتى عندما يكون نائماً. واستمرت هذه الحالة إلى ما قبل بلوغه السنة حيث بدأ بإنشاء جمل مفيدة تدل على تميزه في الكلام مبكراً وهنا أدركنا أن بوادر الخير قد هلت وأننا سنجني ثمار جهودنا السابقة وكان هذا دافعاً ومحفزاً لمواصلة تطبيق البرنامج بدقة وإتقان. • حدثنا عن سلوكياته في هذه المرحلة؟
كانت كأي طفل طبيعي يبكي ويلعب ولم نرصد له أي نبوغ أو تميز عن أترابه من الأطفال.. ولما وصل عمره السنة والثلاثة أشهر لاحظنا أنه يحفظ أكثر من سورة من قصار السور حيث وعاها من عملية التكرار المتبعة ضمن البرنامج وكان يقرأها بصورة غير طبيعية، فإذا أردنا منه قراءة سورة ما فما علينا إلا أن نقول له أقرأ لنا سورة كذلك وبمجرد أن يسمع أسم السورة حتى يشرع في قراءتها.