زهد الإمام الرضا ( عليه السلام )من ذاتيات الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعناصره هو الزهد في الدنيا ، والإعراض عن مباهجها وزينتها .
وقد تحدَّث عن زهده محمد بن عباد قال : كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) على حصيرة في الصيف ، وعلى مسح في الشتاء ، ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز الناس تزيأ .
ويقول الرواة : إنه التقى به سفيان الثوري ، وكان الإمام ( عليه السلام ) قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟
فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، وادخلها في كمه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال ( عليه السلام ) له : يا سفيان : الخِزُّ للخلق ، والمسح للحق .
فقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومن أظهر مُكوّناته النفسية .
ويجمع الرواة أنه ( عليه السلام ) حينما تقلَّد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، ولم يُقِم لها أيَّ وزنٍ ، ولم يرغب في أي موكبٍ رسمي ، وَكَرِه ( عليه السلام ) مظاهر العَظَمة التي يقيمها الناس لملوكهم .
سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام )كان سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( عليهم السلام ) الذين عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، والتَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق والواقع بصلة .
فقد تميز سلوك الإمام ( عليه السلام ) بالصلابة للحق ومناهضة الباطل .
فإنه ( عليه السلام ) كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى ، وينعى عليه تصرفاته التي لا تتفق مع واقع الدين .
وقد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة وهي اغتيال الإمام ( عليه السلام ) .
وكانت سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أهل بيته وإخوانه مثالاً آخر للصرامة في الحق ، فمن شَذَّ منهم في تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ وابتعد عنه ، وقد حَلفَ أن لا يُكلِّم أخاه زيداً حتى يلقى الله تعالى ، وذلك حينما اقترف أخوه ما خالف شريعة الله .
أما سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أبنائه ، فقد تميَّز بأروع ألوان التربية الإسلامية ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
فكان ( عليه السلام ) لا يَذكُرُه باسمه ، وإنما كان يُكَنِّيه ، فيقول : كتب إليَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبي جعفر .
وكلُّ ذلك لِتَنمية روح العزَّة والكرامة في نفسه