لماذا يكرهون إيران؟
في جلسة للرسول محمد صلى الله عليه وآله مع بعض الصحابة، ضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضوان الله عليه، وقال
:
- هذا وذووه سيضربونكم عودا عليه كما ستضربونهم بدءا عليه.
هذا الحديث واضح التفسير... يعني أيها العرب بالسيف ستجعلون من الفرس مسلمين في البداية، ثم تتركون الدين أيها العرب، ليرغمكم الفرس في النهاية بقوة السيف على العودة إلى الإسلام. يعني البداية الإسلامية للعرب والخاتمة الإسلامية للفرس.
مقتل عمر بن الخطاب على يد فارسي، جعل بين أميه وعبيدهم وكل أنصار ومؤيدي عمر بن الخطاب على مر العصور يكرهون الفرس، فأصبحت كلمة فارسي تعني بالنسبة إليهم شخصيات عملية قتل لبني أمية، وعملية تصفية لأعداء أهل البيت عليهم السلام. أو إن من يكره الفرس أصبح يرى في الفرس كأنهم هم أهل بيت النبي ويجب الوقوف ضدهم كما فعل بني أمية وقريش..
ومن أسباب كره العربان لإيران هو أن الفرس هم مَن أسقط الدولة الأموية، ليس العرب من بني العباس، ولا العرب من شيعة أهل البيت ولا عرب العراق، فجيوش بني العباس كانت جيوش فارسية بقيادة أبو مسلم الخراساني. ولو كانت جيوش بني العباس عربية، لما سمحوا لفارسي بقيادتها.
فالتشيع لم يكن معروفا في الساحة الإسلامية ذلك الوقت كما نعرفه ألان، ولكن الفرس كانوا موالين لأهل بيت النبي بالفطرة، وقاتلوا لإسقاط الحكم الأموي وأسقطوه فعلا.
وإسقاط دولة بني أمية على يد الفرس أصاب عبيد بني أميه الجنون، فأصبح حقدهم على الفرس مزمنا ومستمرا إلى يومنا هذا.
أما الذي يُرعب عبيد بني أمية من الأجيال الحاضرة في مختلف الدول العربية، فليس ما حدث في الماضي فقط، ولكن مما سيحدث في المستقبل، وهي قدوم جيوش فارسية جراره لم يشهد التاريخ مثلها أبدا، تلتحق بها جيوش يمنية قليلة،ويكونان تحت قيادة الإمام المنتظر روحي لتراب مقدمه الفداء،حيث ستبدأ عملية اجتثاث جذور الشجرة الأموية الخبيثة بكل ساداتها وعبيدها من العربان والمنافقين الملتحقون بعبيد بنيأمية، وهذا أمر جعل أعراب اليوم يعملون المستحيل لوقف تحقق تلك الإحداث المستقبلية التي نصت عليها روايات النبي وأهل بيته عليهم أفضل السلام.
واليوم كما نشاهدهم في الفضائيات وإعلاميهم من المهرجين الذين يقبضون مِن كل مَن هب ودب منِ حكام الجور والطواغيت لمجرد تشويه سمعه إيران، خصوصا بعد سقوط الأموي صدام بن ألعوجه.
فمرة يقولون عن إيران الصفوية، ومرة مجوسية، ومرة شيعية، وهي صفات وأسماء يتهمون بها شيعة أهل بيت النبي في العراق في الحقيقة. بل أصبحوا من رعبهم أن يجاهرون بها ليل نهار وفي كل مكان يوجد فيه ميكرفون، حتى أن من حقدهم أصابت رجالاتهم بإمراض السكر والقرحة لأنهم لا يجدون طريقة يستطيعون بها الانتقام من إيران، وزاد من غيظهم إن الأمريكان مكتوفي الأيدي إمام إيران......
وهؤلاء النفر البدو المهرج الحاقد على أهل بيت النبي صلوات الله عليهم التقوا في حقدهم على الفرس مع الأمريكان،فأصبحوا يجاهرون بأنهم يستطيعون وقف النفوذ الإيراني في العراق لخدمة أمريكا...
فهل أوقفوا إيران إثناء الحرب العراقية على إيران؟
أم أوقفوا تطور إيران ومنعها من امتلاك لقوة النووية؟
ثم المتتبع لحياة الرئيس جورج بوش الابن، يعرف بأنه احد أعضاء الكنسية الانجليكية الأمريكية، وهي كنسية تؤمن بان السيد المسيح عليه وعلى أمه الصلاة والسلام, سينزل من السماء متى ما أصبحت لإسرائيل دول حدودها من النيل إلى الفرات. والأمريكان جادون في تحقيق ذلك. والأمريكان يجدون بان إيران التي تعلن علنا بسعيها لإزالة إسرائيل من الوجود يعني عدم تحقق إنشاء الدولة الإسرائيلية من الفرات إلى النيل، وبالتالي لن ينزل السيد المسيح من السماء. كأن نزول السيد المسيح عليه السلام أصبح مرهونا بعلاقات دولية ومصالح دولية، أو إن مَن في السماء أصبحت قراراته رهنا بمن هو في الأرض!!!!
ثم بعد غزو صدام للكويت ظهرت كثير من اللقاء والندوات التلفزيونية الأمريكية تناقش تنبؤات نوستراداوس حول شخصية الإمام المهدي روحي لتراب مقدمه الفداء، وكيف سينهي الإمبراطورية الأمريكية بصواريخ نووية، وهي تنبؤات غير موجودة في روايات أهل بيت النبي صلوات الله عليهم.
أصبح الأمر اليوم وكأنه تجمع بين عربان بني أمية الحاقدون على أهل بيت النبي وبين الأمريكان لإسقاط إيران.
لكن لماذا أمريكا لحد ألان تهاجم ما حول إيران مثل أفغانستان والعراق ولا تهاجم إيران نفسها وتنتهي المشكلة؟
لان الأمريكان يعرفون جيدا بأنهم لو هاجموا إيران، فان الإيرانيين سيهاجمون كل محطات الطاقة الكهربائية من شمال العراق إلى جنوب الخليج، أضافه إلى إحراق كل ما له علاقة بإنتاج النفط، والأخطر نسف محطات تحليه ماه البحر في الدول الخليجية، مع مهاجمة كل القطع الحربية الاجنبيه في الخليج، وهي أهداف ضخمه ظاهرة يسهل مهاجمتها.
طبعا بدون طاقات كهربائية لن تعمل معامل تصفية المياه. ولا بنزين ولا مختلف أنواع الوقود لمختلف أنواع المركبات سواء الجوية أو البرية والبحرية. ذلك سيصيب الخليج والقوات الأمريكية بالشلل التام خلال ساعات، وحتى إن الماكينة العسكرية الأمريكية ستصبح مجرد أسلحة مدمرة مصابة بالشلل..
وبدون ماء ولا كهرباء ستتوقف الحياة في الخليج، ويموت الملايين عطشا.
الشي الأخر إن الصين تشتري نفطها من إيران بنصف السعر الدولي ولن تسمح الصين لأمريكا بوقف الإمدادات الإيرانية النفطية الرخيصة للصين، ولن تسمح لأمريكا بإيقاف النمو الاقتصادي المتسارع بسبب رخص سعر برميل النفط الإيراني، فذلك يعني إصابة الصين بالشلل.
أما الروس، فغاز إيران من زمن الشاه يتم بيعه لروسيا بأسعار زهيدة، وروسيا تبيع غازها لأوربا بأسعار مرتفعه،فهل يسمح الروس لأمريكا بتدمير العصب الغازي الإيراني الممد روسيا بقوة مالية لا يمكن الاستغناء عنها.
وبالتالي مهاجمة إيران بصورة كما يطرحها العربان والأمريكان، يعني مهاجمة الصين وروسيا، فهل تستطع أمريكا فعلا الوقوف ضد اكبر دولتين نوويتين سويه وفي وقت واحد؟
إضافة إلى كل ذلك ضرب إيران بالقنابل النووية يعني انتشار الإشعاعات النووية في منطقة الخليج وحتى بحر قزوين هذه الأشعة ستجعل من أبار النفط في المنطقة غير قابلة للاستعمال لمدة سبع سنوات على الأقل، وبالتالي إصابة العالم كله بالشلل الصناعي فنفط الشرق الأوسط هو دم الاقتصاد العالمي