عاشقة الزهراء عضو فعال
عدد الرسائل : 189 رقم العضوية : 12 تاريخ التسجيل : 01/04/2008
| موضوع: إنما الأيام ثلاثة الأحد أغسطس 31, 2008 1:13 pm | |
| نسألكم الدعاء جميعا ابو زهير السماهيجي إنما الأيام ثلاثة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في كلام طويل في ذم الدنيا: إنما الدنيا ثلاثة أيام: يوم مضى بما فيه فليس بعائد، ويوم أنت فيه يحق عليك اغتنامه، ويوم لا تدري من أهله؟ ولعلك راحل فيه. فأما أمس فحكيم مؤدب، وأما اليوم فصديق مودع، وأما غداً فانما في يديك منه الأمل، فإن يكن سبقك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته، وان يكن يومك هذا آنسك بقدومه، فقد كان طويل الغيبة عنك، وهو سريع الرحلة عنك، فتزود منه وأحسن وداعه، خذ بالثقة في العمل، وإياك والاغترار بالأمل، ولا تدخل عليك اليوم همّ غد يكفيك همه، وغداً إذا حل فتشغله، إنك ان حملت على اليوم هم غد زدت في حزنك وتعبك، وتكلفت أن تجمع في يومك ما يكفيك أياماً، فعظم الحزن، وزاد الشغل، واشتد التعب، وضعف العمل للأمل، ولو خليت قلبك من الأمل تجد ذلك العمل والأمل منك في اليوم، قد ضرك من وجهين: سوفت به في العمل، وزدت في الهم والحزن. أو لا ترى أن الدنيا ساعة بين ساعتين، ساعة مضت، وساعة بقيت، وساعة أنت فيها، فأما الماضية والباقية فلست تجد لرخائهما لذة، ولا لشدتهما ألماً فأنزل الساعة الماضية والساعة التي أنت فيها منزله الضيفين نزلا بك، فظعن الراحل عنك بذمه إياك، وحل النازل بك بالتجربة لك، فاحسانك إلى الثاوي يمحو إساءتك إلى الماضي، فأدرك ما أضعت باغتنامك فيما استقبلت، واحذر أن تجتمع عليك شهادتهما فيوبقاك. ولو أن مقبوراً من الأموات قيل له: هذه الدنيا أولها إلى آخرها تجعلها لِولِدك الذين لم يكن لك هم غيرهم، أو يوم نردّه اليك فتحمل فيه لنفسك؟ لإختار يوماً يستعتب فيه من سيء ما أسلف على جميع الدنيا يورثها لولده ومن خلفه. فما يمنعك أيها المفرط المسوف؟ أن تعمل على مهل قبل حلول الأجل، وما يجعل المقبور أشد تعظيماً لما في يديك منك، ألا تسعى في تحرير رقبتك، وفكاك رقّك، ووقاء نفسك!؟. | |
|